الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

الفخرانى يخترع عالما جديدا فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية


























                                 من اليمين : الكاتب محمد العبادي , الكاتب منير عتيبة , الكاتب محمد الفخراني , الناقدة فاطمة عبد الله .






استضاف مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء 18 أكتوبر الأديب الشاب محمد الفخرانى لمناقشة مجموعته القصصية الجديدة "قبل أن يعرف البحر اسمه"، ناقش المجموعة الناقدة فاطمة عبد الله بدراسة عنوانها "شاعرية المعرفة وتشكيل الهوية.. قراءة فى مجموعة محمد الفخرانى قبل أن يعرف البحر اسمه"، والناقد محمد العبادى بدراسة عنوانها "قبل أن يعرف البحر اسمه: إعادة اختراع العالم".
حيث أكد الأديب منير عتيبة المشرف على المختبر أن المبدع محمد الفخرانى أحد أبرز الأصوات الإبداعية الشابة روائيا وقصصيا، صدر له رواية "فاصل للدهشة" ومجموعة "بنت ليل"، وتعد مجموعته الثانية "قبل أن يعرف البحر اسمه" محاولة إبداعية لإعادة اكتشاف العالم، وإعادة اختراعه من جديد بأسلوب قصصى يجنح إلى التجريب على مستويات البناء القصصى واللغة القصصية، وبقدر ما يبتعد الفخرانى فى مجموعته الجديدة عن العالم الواقعى الموجود بأعماله السابقة، بقدر ما هو قريب جدا من التركيب الداخلى لهذا العالم، وهو المزيج الذى برع فيه الكاتب بين الواقعى والعجائبى بما أعطى للمجموعة تفردها لدى القارئ.
وأشارت الناقدة فاطمة عبد الله فى دراستها إلى أن الفخرانى جعلها تقرأ المجموعة الممتعة بكل تسلسل أخذنى إليه، وبلغته الساحرة وسردياته الماكرة مكرا جميلا، فقرأتها وفق ترتيب الطباعة، وبترتيب الترابط بين الأحداث، واكتمال الفسيفساء، ثم فاجأنى بضرورة أن أقرأها من الخلف للأمام لا أعرف لم، أتت مخلوقات قصصه وأشياؤه على هذه الشاكلة التى فى كثير من المواضع تكتسب فانتازيا الوجود ذات التقويم السرى للعالم، ومحاطة بهذه المنطقية الخاصة التى تمنح الأشياء سر الوجود وماهيته.
أما محمد العبادى فقد أكد أن الفخرانى في مجموعته "قبل أن يعرف البحر اسمه"، نجح ليس فقط في صنع مجموعة أدبية متكاملة ومتميزة، بل أيضا في مشروع "اختراع عالم" خاص ومتفرد تدور فيه فلكه المجموعة.
ينبئنا الفخراني منذ البداية بنيته، عبر الجملة الافتتاحية للمجموعة: "لا شئ أجمل من أن تخترع العالم"، وهي الجملة الملائمة تماما كمدخل للكتاب، يتضح معناها تماما مع قراءة أول قصة "البحر" ومع توالي قصص المجموعة حتى نهايتها، يصنع الكاتب أساطيره الخاصة، ليروي لنا هنا حكاية أول بشر على الأرض، وحكايات عن نشأة كل ما ارتبط بالبحر: البحارة والصيادين والقراصنة والمد والجزر والحب... وحتى اللون الأزرق المشترك بينه وبين السماء، سر التميز في النص ليست فقط في "ما" يحكي، بل الأهم في "كيف" يحكي، صنع الفخراني لغة رائقة ومختلفة لكتابة النص، ليس الأمر مجرد حسن انتقاء مفردات ملائمة للموضوع، بل يشعر المتلقي أن اللغة بمفرداتها وتراكيبها قادمة من داخل عالم النص ذاته.

وفى مداخلته التى عنونها "لحظة أمسكت بالمبدع ..قراءة انطباعية فى قصص الأديب


 محمد الفخرانى" قبل أن

يعرف البحر اسمه " أشار الأديب د.عبد البارى خطاب إلى أن اللحظة الإبداعية هى


 التى أمسكت بالمبدع، 

فكتبته كما يحلو لها، مازجة ما بين الصورة الخيالية والصورة الواقعية لتشكل عالما


 من الواقعية السحرية





الإمتاعية . بداية الحكاية "العتبات" غلاف بالأبيض والأسود، عبارة عن مجموعة من


 الصخور البحرية




 الصلدة على أرض رملية، وكأنها لوحة سريالية، مع جملة تقريرية إدهاشية "قبل أن 

يعرف البحر اسمه" تثير تساؤلا عجائبيا، وهل عرف البحر اسمه؟!. فى الصفحة 

الثانية نجد مقولة على شكل حكمة "لا شىء أجمل من أن تخترع العالم"، تشكل أحد

أهم مفاتيح الدخول إلى مجموعته القصصية، حيث يؤهلنا الكاتب نفسيا لتقبل فكرة

 إعادة اختراع العالم... ولكن كيف؟ إنه سؤال التشويق. فى تلك المجموعة القصصية 


أمسك الكاتب بممحاة، يمحو بها كل قوانين الحياة، ويترك لخياله العنان ليعيد صياغة

 عناصر استمرار الحياة، ممتطيا من أجل ذلك صهوة أسطورة خلقها بنفسه.

قدم أيضا كل من الأديبة منى عارف والناقد العراقى د.ثائر العذارى والأديب

 الشربينى المهندس مداخلات مكتوبة حول المجموعة أشارت فى معظمها، كما

 أشارت المداخلات التى قدمها حضور الندوة من مبدعى ومثقفى الإسكندرية، إلى

 تميز المجموعة على مستوى الرؤية المتميزة للكون، وطرائق السرد الحداثى، واللغة

 المنحوتة خصيصا لتكون مناسبة للعمل.
صرح الأديب محمد الفخرانى فى نهاية الندوة أنه انتهى من مجموعته التالية وسيدفع بها إلى المطبعة قريبا، مشيرا إلى أنه يحاول فى كل عمل جديد تجريب نفسه فى أساليب الكتابة، والتطور بعمله خطوة جديدة حتى لا يكرر نفسه، وفى فى الوقت نفسه لا يتخلى عن المادة الأولية لمشروعه الأدبى الموجود فى أعماله المنشورة وفى أعماله التالية أيضا.




   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق