الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 م.













                   من اليمين : الأديب محمد قنديل , الناقد الدكتور محمد عبد الحميد , الأديب منير عتيبة 

انشطار النفق فى مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية

نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية لقاءً أدبيا يوم الثلاثاء 20 ديسمبر لمناقشة رواية النفق للأديب محمود قنديل، ناقش الرواية بالنقد والتحليل الناقد الدكتور محمد عبد الحميد، وذلك بدراسة عنوانها " الخطاب الأدبى وانشطار النص دراسة فى رواية النفق للكاتب محمود قنديل". صرح الأديب منير عتيبة المشرف على المختبر أن الأديب محمود قنديل من مدينة بنها وهو عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نادى القصة بالقاهرة. أصدر مجموعتين قصصيتين هما "ترانيم الخروج والموت" و"أصداء التراتيل الصامتة" وروايتين هما "وأد الأحلام" و"النفق" بالإضافة إلى كتاب نقدى بعنوان "قراءة فى صفحات الأدب" وله تحت الطبع كتاب نقدى آخر بعنوان "هوامش حول الإبداع" ومجموعة قصصية بعنوان "سؤال الفتى".
وقد أكد د.محمد عبد الحميد فى دراسته أن رواية النفق نص سردى مركب من نصين متوازيين فى مسيرهما الدرامى، أحدهما نص قصصى واقعى، والآخر نص حلمى، وقد قامت هندسة بناء الرواية على التراتب بين النصين عن طريق المراوحة بخلخلة النص الروائى بآخر حلمى موازٍ، ومع ذلك فإنك تجد وشائج وعلائق شتى تصل بين النصين رغم انتماء كل نص منهما إلى طبيعة مغايرة للنص الآخر . هذه الصلات والوشائج تجرى عبر نفق يعد أفضل ما فى القصة من لعبة فنية أتاحت للمؤلف أن يكون أديباً يعى الإنسان فى بنيته السطحية والتحتية معاً، كما كشفت عن استيعابه الجيد لأحدث الموجات السردية التى يختلط فيها الواقعى بالسحرى، والمنطقى بالعجائبى، والواقع بالحلم، والتجلى الواضح بالخفى الرامز، ليكون المعطى فى النهاية نصاً ناجزاً لافتاً إلى أبعاد شتى فنية تستأهل التأمل.
وأضاف د.عبد الحميد أن البنية المعمارية للنص السردى لم تأت مصادفة بل متعمدة، إذ قام كل مشهد من مشاهد القصة الحلمية بدور فاعل عند توقف المشهد الواقعى لتقديم أضواء كاشفة، ولإعطاء الحكمة المرتبطة بالمشهد الموازى، ومن ثم كانت هناك وظائف شتى مقصودة من وراء هذا البناء السردى، إنها مثلاً تدفع القارئ دفعاً للذهاب والعودة، تصنع له جواً عقلياً وآخر عاطفياً، تصدمه كل حين بحركات منتظمة فيفيق، ثم يحلم، وبين الإفاقة والحلم يظل الراوى يضرب على وترين يشكلان معاً معزوفة الحياة واقعاً وفلسفة، مبرزاً لدى كل حركة أو نقله بين فصول الرواية كلها جدلية الحياة والموت وما يربط بينهما من برزخ أو نفق.
مشيرا إلى أن الكاتب استطاع الإفادة بمهارة فى روايته من تقنيات فنية عديدة أبرزها التناص والرمز الإشارى، فالكاتب محمود قنديل قدم عناصر أخرى تستحق التوقف عندها، فالفضاء المكانى فى قصته الحلمية أحد عناصر فنية كثيرة أبدع المؤلف فى تقديمه، بطلاً حيناً ومحوراً رئيساً للجمالية حيناً آخر. ناهيك عن اللغة التى امتازت بجمالية أخرى، إذ تنساب فيضاً فى القصة الواقعية معبرة عن أحداثها وأزمتها فى وضوح، بينما تستحيل فى قصته الموازية إيحاءً وإشارةً تختزل الحكمة وتقدم لوحات وصفية للمكان والشخوص فى إيقاع حوارى يتناسب فى قصره وكثافته مع كثافة القصة ذاتها.
شارك فى مناقشة الرواية الأدباء والنقاد أحمد حميدة، علياء البنهاوى، د.ثائر العذارى، هناء عبد الهادى، مفرح كريم، رشاد بلال وآخرون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق